Abstract:
إن حقيقة إثبات صحة الفرق والعلاقة بين المنهج العلمي الإستقرائي الكوني والمنهج القياسي الإستنباطي الفقهي والتشريعي أو عدمه يقتضي الرجوع إلى أصل تعريف المنهجين ، وطبيعة كل منهما ، والنتائج المترتبة على التفريق والعلاقة بينهما أو عدمها .
أولاً : تعريف المنهج العلمي الاستقرائي الكوني :
الاستقراء لغة :( مأخوذ من قولك قرأت الشيء قرءاً ، أو قراءة أو قرءآناً ، أي جمعته وضممت بعضه إلى بعض ، وهو يعني الجمع والضم ـ والسين والتاء فيه للطلب .)
ومعناه " تتبع الجزئيات ، لمعرفة أحوالها وخواصها بغرض الوصول إلى نتيجة كلية " .
أما الإستقراء في الاصطلاح : فقد عرفه الأصوليين والمتكلمون بأنه : " هو الاستدلال بثبوت الحكم في الجزيئيات ، ليحكم بحكمها على كل يشملها"
إلا أنهم قسموه إلى نوعين ـ تام وناقص :
وقالوا أن الإستقراء التام : (تتبع جميع الجزئيات .. ليحكم بحكمها على كلي يشملها) .
وهذا النوع يفيد إتفاقاً ، وهو متعسر جداًٍ في المسائل الشرعية .
والإستقراء الناقص :( هو تتبع أكثر الجزئيات ... ليحكم بحكمها على كلي يشملها) .
وهذا النوع أختلف ، والأصح أنه يفيد الظن ، ولا يفيد القطع ، لإحتمال تخلف بعض الجزئيات عن الحكم ، لكن إفادته للظن تختلف بإختلاف الجزئيات ، فلكما كانت أكثر ، كان الظن أغلب ، وهذا هو رأي الجمهور