Abstract:
تناولت هذه الدراسة: (توجيه ابن هشام الأنصاري للقراءات القرآنية المتواترة في كتابه أوضح المسالك), وتوضيح مواقف النحاة من هذه القراءات وخاصة التي جاءت موافقة لما تواضعوا عليه في قواعدهم، اتبعت الدراسة المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي بحسب ما اقتضته طبيعتها استناداً على أهم المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع الدراسة, طريقتنا في هذه الدراسة نبدأ بإيراد القراءة أولاً ثم ذكر ما قاله ابن هشام بشأنها ومن ثم جمع أقوال العلماء فيما يخص القراءة والقواعد النحوية المتعلقة بها، توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: أن ابن هشام استشهد ببعض القراءات القرآنية التي في ظاهرها خروج عن القاعدة النحوية والعربية وخرَّجها على وجه ترتضيه اللغة ويقبله القياس؛ فلا يتجرأ عليها فيصفها بالشذوذ أو يضعفها وفقاً لصاحبها أو سندها كما يفعل بعض النحاة، اهتم ابن هشام بذكر القراء وعزو كل قراءة إلى صاحبها، وأحياناً يكتفي بقوله: قُرئ. بنى ابن هشام قواعده النحوية مستنداً إلى القراءات القرآنية. ليس كل ما يزعمه النحاة من مخالفة القراءات القرآنية للقواعد النحوية صحيحاً، يرجع السبب الرئيس إلى تضعيف بعض القراءات التي أوردها ابن هشام إلى إغفال النحاة لبعض اللغات واعتدادهم بالقوانين التي تواضعوا عليها، وربما خفاء بعض المسوغات في توجيه القراءة على بعضهم، فالقراءة مهما تباينت لابد أن يكون لها أصل في العربية ترجع إليه، فلا يجوز إنكار أو رفض أي قراءة، فمخالفة القراءة لأي وجه من وجوه العربية ينبغي رده إلى التقعيد القرآني، لأن القراءات سُنة متبعة لتعلقها بأشرف الكتب وأعلاها منزلة وهو القرآن الكريم.
