الأنسان والبيئة مشكلات معاصرة

Abstract

توفر هذا الكتاب على تناول بعض القضايا البيئية المعاصرة ذات الطابع المتداخل والتي ما انفكت ولاتزال تثير الكثير من الاهتمام والجدل والبحث . المتتبع لمعظم مجالات البحث في الدراسات البيئية يجدها تركز بدرجة كبيرة على المشكلات البيئية في الكوارث والجفاف والتصحر وغيرها وذلك على سبيل المثال لا الحصر . هذا وقد ظهرت اتجاهات لاحقة في المجال ، تعطي اهتماماً بالغاً للتناول الشمولي للبيئة وذلك انطلاقاً طبيعتها المتداخلة بين شتى العلوم والمعارف وبالتالي لابد من حضور هذا التداخل عند تناولها . هذا الكتاب هو محاولة جادة لمزج قضايا البيئة المعاصيرة ببعض تجلياتها في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والايكولوجية ، حيث يجد القارىء نفسه بإزاء حزمة من المحاور البيئية الملحة مثل استعراض بعض مفاهيم وأساسيات علم البيئة ودرجة الاهتمام بقضاياها وقد نالت مسائل التدهور البيئي نصيبها في هذا الكتاب بحسبانها إحدى التجليات السالبة للتعاطي مع البيئة ، وقد أدرج المؤلف بين دفتي الكتاب علاقات الكائن الحي ببعض مؤشرات المشاكل البيئية مثل الكوارث المتعلقة بالأنشطة البشرية والاحترار العالمي والتلوث وغيرها . واستشعاراً بشمولية محاور البيئة وقضاياها ومن ثمَّ آثارها ، أفرد المؤلف حيزاً مهماً لم ينَيلْ الكثير من إهتمام الدارسين في مجال البيئة وذلك بتناوله للبناء المؤسسي والذي يشمل القوانين واللوائح والمناصرة لقضايا البيئة حيث تمَّ استعراضها من حيث التعريف والتطور ومعرفة أوضاعها الراهنة في العالم وفي الدول العربية ولم ينسى المؤلف دور المجلس الأعلى لحماية البيئة والموارد الطبيعية في السودان . محور البناء المؤسسي في تقديرنا ، هو أحد أضلاع دراسات تقييم المردود الاجتماعي والبيئي للتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والذي يعكس درجة اهتمام الدول بالمسائل البيئية وعلاقتها بالمجتمعات . احتوى الكتاب بالاضافة الى المادة العلمية المقروءة والتي جاءت بلغة سلسة ، احتوى على أشكال مختارة بعناية تعكس واقع بعض الظواهر البيئية ، وفي تقديرنا أن هذا الكتاب اضافة مهمة لمكتبة الدراسات البيئية المعاصرة وعطفاً على ذلك يمكن أن يشكّل مرجعاً رافداً لطلاب الدراسات البيئية وعلوم الجغرافيا والعلوم الأخرى ذات الصلة وانني إذْ أشد من أزر المؤلف لهذا الجهد المقدر الذي بزله لإعداد هذا الكتاب ، أسأل الله تعالى أن يسدد خطاه وأن يحقق الغرض النبيل الذي من أجله تمّ التأليف ، والله وليُّ التوفيق