Abstract:
تُعَد المُشكلات البيئية وتناقُص الموارد ودراساتها من الأُمور التي تَشْغَل العالَم، خاصةً بعد اكتشاف الدول الصناعية أن الدّمار البيئي الذي يحدُث في أيِّ مكان على سطح هذا الكوكب الأرضي يؤثر بطريقْ أو بآخر على نوعية الحياة في العالم كلّه. وقد جرى عقد ندوات ومؤتمرات عديدة لمعالجة المشكلات البيئية المتزايدة في العالم، كما تأسست أحزاب سياسية في الدول الصناعية تسمى "الأحزاب الخضراء"، تدافع عن البيئة، وتهاجم ما له صلة بالتأثير على حياة البشر على سطح الأرض مثل النفايات النووية، والتلوث بجميع أنواعه، وقطع الغابات، واستخدام المبيدات وغيرها. وإذا كانت الدول الصناعية قد أدركت أن الجشع البشري في استغلال الموارد ينبغي كبح جماحه، وهي ذات موارد طبيعية متجددة ومتعددة الأنواع، فإن الدول والشعوب التي تعيش في المناطق الجافة ذات الموارد المحدودة وغير المتجددة غالباً أحوج ما تكون لمثل هذا الوعي واتباع إدارة حازمة للحفاظ على مواردها.
وفي هذا السفر بين أيديكم محاولة لتسليط الضوء على قضية جوهرية تمس حياة البشرية وسلامتهم ألا وهي الموارد الطبيعية وخاصةً في المناطق التي تعاني الهشاشة والتفكك وتتعرض للعديد من المشكلات البيئية ونعني المناطق الجافة وشبه الجافة ، مستخدمين في ذلك منهج الإيكولوجيا السياسية والمنهج الإجتماعي وذلك لتضافر العوامل الطبيعية والبشرية في تشكيل الظاهرات في تلك المناطق . وما شجعني على الكتابة ندرة الدراسات والمراجع حول الموار الطبيعية وعدم إهتمام الدارسين بهذا الموضوع الحيوي متمنياً أن يكون خير عون وسند للباحثين لمزيد من التنقيب والبحث والتمحيص حول مواردنا الطبيعية . ملتمساً من القراء الكرام غفران مافاتني من زلات وهفوات ، وفوق كل ذي علمٍ عليم