Abstract:
إن للإسناد أهمية بالغة، في العلوم كافة، فضلا عن العلوم الشرعية من السنة النبوية، والتفسير، والفقه وغيرها، ولذلك لأن صحة الحديث لا تثبت إلا بالنظر في الأسانيد المنقولة ، مما يعد مزية ، و خصيصة لهذه الأمة لا يشاركها فيه غيرها.
واستقر في الأوساط العلمية عند المسلمين مبدأ الإسناد في النقول، واعتمده المحدثون آلية لنقل وحفظ النصوص الشرعية، وانتشرت الرواية بالأسانيد في كل البلاد، وأينما حل المسلمون أو ارتحلوا وفي كل بلد فتحوها وأقاموا البناء العلمي فيه معتمدا على التقليد الذي استقر وهو الإسناد.
ومن جراء ذلك كثرت الأسانيد والطرق المهلة للنصوص، كما كثر في الأوساط العلمية الرواة النقلة الذين قد تضعف ملكتهم في رعاية وحفظ تلك النصوص.
فانتبه الجهابذة المحدثون في وقت مبكر إلى هذا الخلل الذي ابتدأ يظهر في المرويات والأسانيد، فوضعوا ضوابط وشروط معينة لتنقية هذه الأسانيد مما داخلها من خلل.
ولذلك آثرت الكتابة في هذا الموضوع الدقيق لكشف دور الإسناد في حفظ وضبط الخبر المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم تسليط الضوء على عناية علماء الحديث بالأسانيد وأثر هذه العناية في حفظ السنة المطهرة.